قبل البدء(*):
خلال اطلاعي على مجموعة من الكتب في الإدارة التربوية تبلورت لدي مجموعة من المفاهيم كنت قد دونتها أثناء قراءاتي، وقد لاحظت أن جُلّ من يكتبون في الإدارة التربوية هم في الحقيقة يجترون النظريات والتطبيقات من كتب الإدارة ويحاولون – بتكلف أحياناً – أن يقولبوها في البيئة التربوية، ولم أشأ أن أسير في كتابة هذه المقالة على هذا المنوال، لأن الإدارة التربوية كغيرها من أنواع الإدارات لها نفس النظريات الإدارية والمكونات والعمليات، فرأيت أن أتكلم عن الإدارة عموما (مفهومها، ومكوناتها، ونظرياتها) إضافة إلى آخر ماتوصل له هذا العلم من أطروحات ورؤى، ثم بعد ذلك أعرج على الإدارة التربوية فأذكر مفهومها وماتميزت به عن غيرها من الإدارات والمعوقات التي تعترضها، وأشير إلى أبرز الجهود والتجارب المتميزة في مجال الإدارة التربوية.
مفهوم الإدارة :
تختلف تعريفات الإدارة إلا أنها - على اختلافها - كما يرى وليامز (2003م) تتفق في وصفها الإدارة في سياق العمل .. حيث يؤكد وليامز على أن أساس نظرية الإدارة هو: الممارسة الجيدة على أرض الواقع ، لا مايبدو جيداً على الورق!.
ويمكننا أن نعرِّف الإدارة بأنها: تنظيم استثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق أهداف المنشأة وضمان تعاون الجميع.
أو هي: تحريك الموارد البشرية والمادية بشكل منظم لتحقيق أهداف المنشأة وفق الظروف المتاحة.
وهل الإدارة فن أم علم؟
الحق أنها علم له أصوله المعتبرة ونظرياته، وفن حيث أنه مهارة تكتسب، كما أن للاستعدادات الفطرية تأثير كبير على الممارسات الإدارية للمديرين.
ويمكننا أن نعرِّف الإدارة بأنها: تنظيم استثمار الإمكانات المتاحة لتحقيق أهداف المنشأة وضمان تعاون الجميع.
أو هي: تحريك الموارد البشرية والمادية بشكل منظم لتحقيق أهداف المنشأة وفق الظروف المتاحة.
وهل الإدارة فن أم علم؟
الحق أنها علم له أصوله المعتبرة ونظرياته، وفن حيث أنه مهارة تكتسب، كما أن للاستعدادات الفطرية تأثير كبير على الممارسات الإدارية للمديرين.
نظريات ونماذج الإدارة:
الأنماط الإدارية كثيرة ومتنوعة جدا.. منها مايركز على الإنتاج، ومنها مايركز على العلاقات الإنسانية والاجتماعية، ومنها ما يخلط بين هذا وذاك..ومنها ما ينحى المنحى العلمي، ومنها مايركز على عملية اتخاذ القرار.. ومايزال هذا العلم في تطور ونمو.. مما يجعل من الصعب علينا تصنيف أو حصر هذه النظريات في مثل هذا المقال.
عريفج (1428هـ) يقسم أنماط الإدارة ونظرياتها إلى ستة أنماط هي:
- النموذج البيروقراطي: ويتميز بدقة الأنظمة وانسيابية العمل ، ويعاب عليه الروتين والتقيد الحرفي بنصوص الأنظمة.
- الإدارة العلمية: وتعنى بتحليل الأداء وتوصيف المهام والتنظيم الإداري.
- نظرية العلاقات الإنسانية في الإدارة: وتعنى بالعلاقات وإشراك العامل حتى في صنع القرار، ولها نماذج كثيرة
- نظرية الإدارة كعملية اجتماعية: وهي تفرق بين سلوك الفرد وسلوك الدور الذي يقوم به.
- نظرية الإدارة كعملية اتخاذ قرار: باعتبار أن لب العملية الإدارية هو اتخاذ القرار.
- نظرية الإدارة كوظائف ومكونات: وهذه النظرية منبثقة من أن طبيعة الإدارة مستمدة من طبيعة الوظائف والعمليات التي تقوم بها (سيأتي الحديث عن مكونات العملية الإدارية).
بينما يرى سليمان وضحاوي (1998م) أن للإدارة أربعة اتجاهات رئيسة:
1) الاتجاه التقليدي (الكلاسيكي) وله مدخلان:
- الإدارة العلمية: وأبوها المهندس الأمريكي فريدريك تايلور، ويتعامل مع الإنسان كآلة فيدرس الحركة والزمن والإنتاج.
- العملية الإدارية: وأبوها الفرنسي هنري فايول وينطلق من المبادئ الإدارية .
2) الاتجاه السلوكي الإنساني: وهي يعطي بعداً للعلاقات الإنسانية.
3) الاتجاه الاجتماعي: ومن أشهر رواده ماكس فيبر
4) الاتجاه الكمي: ومن أشهر أساليبه مايسمى ببحوث العمليات، وهي أساليب علمية ورياضية تستخدم في تحليل المشكلات الإدارية وحلها.
5) اتجاه النظم في الإدارة: ويرى أصحاب هذا الاتجاه أنهم يوجدون التكامل بين الاتجاهات السابقة.
مكونات التنظيم الإداري:
في الجملة لاتخرج العملية الإدارية عن المكونات التالية (سليمان وضحاوي 1998م) :
- التخطيط Planning. ويشمل وضع الأهداف ورسم السياسات وإعداد الموازنات وبرامج العمل
- التنظيم Organizing وضع الهياكل الإدارية وتحديد المسؤوليات والعلاقات
- التوجيه Directing قيادة العمل وانتقاء الموارد البشرية والاتصالات والتحفيز
- التنسيق Coordlnating تنظيم العمليات الإدارية وإزالة التعارضات والتقاطعات في العمل.
- الرقابة Controlling وضع معايير للعمل وقياس الأداء وتشخيص المشكلات.
وللحديث صلة..
=======
(*)هذا الموضوع في الأصل ورقة مقدمة ضمن متطلبات درجة الماجستير في الإدارة التربوية في جامعة الإمام بالرياض.
المراجع:
• سليمان، عرفات عبدالعزيز، وضحاوي، بيومي محمد (1998م) الإدارة التربوية الحديثة . القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
• وليامز، جيمس (2003م) فن الإدارة المدرسية دليل عملي لأصحاب الأدوار الإدارية في العملية التعليمية. ترجمة: خالد العامري. القاهرة: دار الفاروق.
• عريفج، سامي سلطي (1428هـ) الإدارة التربوية المعاصرة. عمان: دار الفكر.
0 التعليقات: